مدونة تعليمية تهدف الى تدريس طالبات الصف الأول الثانوي الوحدة الرابعة وحدة الاسماء والصفات من مقرر توحيد(1) نظام المقررات بإستخدام إستراتيجية قائمة على التعليم المدمج .
Images

مقال من هم المعطلة ، و متى ظهر التعطيل؟

مقال من هم المعطلة ، و متى ظهر التعطيل؟

المعطلة هم الذين نفوا عن الله ما وصف به نفسه أو وصفه رسولهr من الأسماء الحسنى والصفات الكمال أو بعضها وهم أصناف:

1-
الذين ينفون الأسماء والصفات.

2-
الذين يثبتون الأسماء مجردة عن معانيها وينفون الصفات، مثال من أقوالهم أن الله سميع بلا سمع بصير بلا بصر(سبحانه وتعالى عما يصفون)

3-
الذين يثبتون الأسماء وبعض الصفات وينفون بعضها الآخر.


التعطيل نزعة غريبة واتجاه دخيل على المسلمين، فهو أبعد المذاهب عن الشرع والعقل والفطرة، ولذلك قوبل بالتشنيع الشديد والإنكار البالغ من أهل الإسلام، وقد كان الناس على  المحجة البيضاء والطريقة المستقيمة طوال عهد الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- إلى أواخر عصر التابعين، ولم يكن الناس إذ ذاك أحدثوا شيئًا من نفي الصفات، إلى أن ظهر الجعد بن درهم وهو أول النفاة في العقيدة الإسلامية، ثم ظهر جهم بن صفوان بعد ذلك من ناحية المشرق، ورفع ما قاله الجعد وقال بأقوال الجعد بن درهم، ونشط في نشر مقولته حتى ظهرت وانتشرت منه، فنسبت إليه فقيل الجهمية.
ويحكي الإمام أحمد -رحمه الله تبارك وتعالى- قصة انتحال جهم لمذهب النفاة فيقول: "وكان الجهم وشيعته دعوا الناس إلى المتشابه من القرآن والحديث، فضلوا وأضلوا بكلامهم معشرًا كثيرًا، فكان مما بلغنا من أمر الجهم عدو الله أنه كان من أهل خراسان من أهل ترمذ، وكان صاحب خصومات وكلام، وكان أكثر كلامه في الله، فلقي أناسًا من الكفار عرفهم الجهم بنفسه فقالوا له: سنتكلم معك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك، فكان مما كلموا به الجهم أن قالوا له: ألست تزعم أن لك إلهًا؟ قال الجهم: نعم. فقالوا له: فهل رأيت عين إلهك؟ قال: لا، هكذا أجابهم.
قالوا: فهل سمعت كلامه؟ قال: لا قال: أشممت له رائحة؟ قال: لا قالوا: فوجدت له مجسًّا؟ قال: لا قالوا: فوجدت له حسًّا؟ قال: لا، قالوا له: فما يدريك أنه إله؟ قال: فتحير الجهم، فلم يدر من يعبد أربعين يومًا، ثم إنه استدرك حجة مثل حجة زنادقة النصارى، يزعمون أن الروح الذي في عيسى هو روح الله من ذات الله، فإذا أراد أن يحدث أمرًا دخل في بعض خلقه، فتكلم على لسان خلقه فيأمر بما شاء وينهى عما شاء، وهو روح غائب عن الأبصار.
فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة فقال لهؤلاء الكفار الذين لقيهم، وكان يقال لهم السُّمْنِية قال لهم أو قال لواحد من هؤلاء: ألست تزعم أن فيك روحًا؟ قال: نعم، فقال: فهل رأيت روحك؟ قال: لا، قال: فسمعت كلامه؟ قال: لا قال: فوجدت له حسًّا أو مجسًّا؟ قال: لا، قال: فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة، وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان".
هكذا ذكر الإمام أحمد في كتابه (الرد على الجهمية والزنادقة فيما شكوا فيه من متشابه القرآن وتأولوه عن غير تأويله) ذكر ماذا كان من جهم وكيف صار الجهم وتحير، وقال بهذه المقالة الفاسدة.
ثم إن أصل مقالة هؤلاء -أعني مقالة التعطيل في الحقيقة- مأخوذة عن اليهود والمشركين وضلال الصابئين. وقد قيل: إن الجعد بن درهم الذي أخذ الجهم منه، هذا الجعد أخذ مقالته عن بيان بن سمعان(اليهودي)، وأخذها بيان عن طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر، الذي سحر النبي صلى الله عليه  وسلم.
وكان الجعد بن درهم هذا فيما قيل عنه من أهل حران، وكان فيهم خلق كثير من الصابئة والفلاسفة، فكانت الصابئة إلا قليلًا منهم إذ ذاك على الشرك وعلماؤهم هم الفلاسفة، فأولئك الصابئون الذين كانوا إذ ذاك كانوا كفارًا أو مشركين، وكانوا يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكل، ثم لما عُربت الكتب الرومية واليونانية في حدود المائة الثانية زاد البلاء، مع ما ألقى الشيطان في قلوب الضُلّال، ابتداءً من جنس ما ألقاه في قلوب أشباههم.



               
مقتبس من كتاب :
1-      النفي في صفات الله عز وجل بين أهل السنة والجماعة والمعطلة،  للدكتورمحمد أرزقي سعيداني، ، دار المنهاج 2006م


هناك تعليقان (2):

  1. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه :(

    ردحذف

مواضيع ذات صلة